فى عصرنا التكنولوجى الحديث اصبحت الهواتف تمتلك مساحة كبيرة من حياتنا اليومية ، فمنذ لحظة استيقاظك وحتى دخولك للنوم لايفارقك هاتفك المحمول ، ولكن هل فكرت يومًا في كم تقنيات الذكاء الموجود بداخله ، و كيف يعرف تحركاتك وافعالك بشكل مباشر مثل قيادتك للسيارة ، أو تواجدك فى مكان ما ومقابلتك لشخص بعينه ، أو حتى شعور اليومى بأنك سعيد أو حزين ، نعم عزيزى هى تقنيات الذكاء الاصطناعي AI ، وما أدراك ما هي قدرتها على التحكم فى كل شىء ، ففى السنوات الأخيرة الماضية قد تحولت إلى قلب نابض موجود بداخل الوسائل التكنولوجية و التطبيقات الذكية المستخدمة يومياً بما فيه من كاميرات أو المساعد الصوتى أو تطبيقات الصحة والرياضة ، فكيف يتم تنفيذ الذكاء الاصطناعى لتلك الاجهزة ، وكيف يقوم بتطوير التطبيقات ، وما التحديات المنتظرة وكيف يكون المستقبل من خلاله ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة فتابعوا القراءة اعزائي .
ما هي تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطبيقات
تقنيات الذكاء الاصطناعي هى عبارة عن توجيه قدرة الأجهزة الحديثة والأنظمة لتتمكن من محاكاة السلوك البشري الذكي فى التفكير، والتنبؤ، والتعلم، والاستيعاب واتخاذ القرارات ، وبعد أن يتم هذا الاندماج داخل تطبيقات الجوال ، حينها تكون تلك التطبيقات تمكنت من القدرة على تحديد الأشخاص والأماكن من خلال الصور ، وتطبيق الأوامر المطلوبة منها عن طريق الصوت ، بالاضافة الى تقديم المحتوى المفضل للمستخدم حسب سلوكه واهتماماته مع توفير مقترحات اضافية مفيدة ، ويمكنها أيضا تنفيذ الأوامر والمهام المعقدة في أوقات قياسية دون اى تدخل بشرى .
ما فائدة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التطبيقات الحديثة؟
المستخدم فى الوقت الحالى أصبح لا يبحث عن تطبيق تقليدي فقط بل عن تجربة متكاملة ذكية ، وفي خلال هذا العالم المتلاحق الخطى ، تريد الناس حلولًا فورية، و واجهات تفاعلية، وتوصيات فعالة ودقيقة، وكل ذلك من مميزات الذكاء الاصطناعي ، على سبيل المثال كاميرا هاتفك الخاص التي تعمل بتقنيات الذكاء ويمكنها التعرف على وجهك بشكل تلقائي مع خاصية ضبط الإضاءة ، وتطبيقات الهاتف التى تستخدم AI بتقديم محتوى مناسب لاهتماماتك بشكل تلقى دون سؤالك عن اى اقتراحات ، حتى بريدك الإلكتروني الذى يستخدم تقنيات الـ AI لتصفية الرسائل العشوائية وتحديد المفيد منها والتعرف على النمط الكتابي الخاص بك ، ولذلك يعتبر استخدام الذكاء الاصطناعي لا يهتم بتحسين التطبيقات فحسب ولكن يرفع من جودتها ليقدم تجارب حقيقة تناسبك وتتطور باستمرار .
استراتيجيات تطوير تطبيق الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة
تطوير تطبيق تقنية الذكاء الاصطناعى تمر بعدة مراحل هامة حتى تكون على أكمل وجه وتساعد المستخدم فى تلبية كل احتياجاته بشكل تلقائي ، ومن أهمها :
فهم احتياجات المستخدم الحقيقية
فى البداية وقبل كتابة أي معلومة لابد أن يطرح سؤال مهم:
- ما هي المشاكل التي على الذكاء الاصطناعي حلها
- هل سوف يجيب على الأسئلة
- هل الهدف هو جعل التطبيق يتعرف على الصور
- هل يحلل البيانات المطلوبة
وذلك لأن تحديد الأهداف المطلوبة بدقة تعتبر أولى الخطوات في تطوير أي تطبيق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي AI بنجاح .
توفير البيانات وتجميعها ومعالجتها
ما يميز الذكاء الاصطناعي هو التعلم من البيانات كما يتعلم الإنسان من التجارب، حيث يتم جمع البيانات التى تتعلق باهتمامات المستخدم أو الصور أو الأصوات ثم يتم تنقيتها و تحضيرها واعدادها للتدريب ، لان عند تحضير تطبيق مخصص لأى انفعالات أو ردود فعل على الوجه لابد من تجميع الآفات الصور من تعبيرات مختلفة أولاً.
اختيار خوارزمية الذكاء الاصطناعي
أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي ليست متساوية، فكل منهم لها استخدام وإمكانيات تعتمد على حجم البيانات ونوع المشكلة ، مثل:
- انواع تناسب التوصية للمتاجر الإلكترونية.
- أنواع التعلم العميق التي تناسب التعرف على البيانات الخاصة الصور والصوت.
- الخوارزميات الخاصة بمعالجة اللغة الطبيعية للمحادثات والتطبيقات النصية.
بناء النموذج الذكي وتدريبه على البيانات
عادة يتم الاعتماد على استخدام أدوات لتدريب النموذج على البيانات مثل Keras TensorFlow أو ،أو PyTorch ، والهدف هو أن تعليم النموذج للأنماط وأن يبدأ في تقديم نتائج عالية الدقة سواء كانت متعلقة بالتنبؤ، أو الفهم أو التصنيف.
تحويل النموذج إلى نسخة تناسب العمل على الهاتف
مرحلة التحويل تبدأ إلى نسخة خفيفة تصلح للعمل داخل تطبيق هاتف ذكى ، ويتم تحويل النموذج إلى نسخة مضغوطة يمكنها العمل بكفاءة على أنظمة الـ Android و iOS ، دون تأثير على أداء الجهاز أو معدل استهلاك البطارية.
دمج تقنية الذكاء الاصطناعي في واجهة التطبيقات
المرحلة النهائية تعد التحدي لجعل تقنية الذكاء الاصطناعي غير مرئية تماماً للمستخدم، بل تكون عبارة عن جزء طبيعي من التجربة ، فلابد من أن تكون التجربة سلسة، وسريعة النتائج ، والتفاعل فيها فوري.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة داخل أغلب الهواتف المحمولة
نقدم لك بعض النماذج الفعلية لبعض الانظمة والتطبيقات داخل الهواتف المحمولة ، والتي اصبح لا غنى عنها فى عصرنا الحديث ، ومنها :
المساعد الذكي
يتم الاعتماد على خاصية المساعد الذكي داخل الهواتف المحمولة الذكية مثل Google Assistant و Alexa وهم اللذان يعتمدان على تقنية الذكاء الاصطناعي فهم اللغة الطبيعية مع تقديم ردود مناسبة ودقيقة.
الترجمة الفورية
من منا حاليا لا يستخدم تطبيقات الترجمة الفورية من خلال الكتابة أو الصوت ، على سبيل المثال تطبيق Google Translate ، وهو الذى يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعديل وتحسين دقة الترجمة والكلمات المستهدفة وفهم السياق اللغوي، ومؤخرا تم التطوير ليتمكن من القراءة للنصوص من داخل الصور.
كاميرا التصوير
يتم الاعتماد حاليا على كاميرات الهواتف الحديثة لتحديد بعض العناصر من داخل الصور مثل الأشخاص أو الطبيعة والطعام مع تعديل الاعدادات بشكل تلقائي نحو الأفضل ، وتلك التقنية موجود بنظامي Android و iOS .
تطبيقات الصحة والقياس البدني
ايضا هناك تطبيقات مثل Apple Health و MyFitnessPal التى تستخدم تكنولوجيا الـ AI لتحليل البيانات الحيوية للجسم مع تقديم اقتراحات يومية خاصة لكل فرد حسب احتياجاته .
تحديات تطبيق الذكاء الاصطناعي للموبايل
هناك بعض التحديات والصعوبات التي تواجه المطورين فى تطبيق تكنولوجيا AI للموبايل ، مثل :
- توازن الأداء مقابل الجودة المطلوبة نظراً لأن دمج تقنية AI في تطبيق هاتف محمول يحتاج الى عمل موازنة دقيقة بين دقة النتائج وأداء الجهاز المنتظر.
- الخصوصية وحمايتها أمر لاغنى عنه لأن الذكاء الاصطناعي يتعامل مع بيانات شخصية جداً وحساسة ، مثل الصور والصوت والموقع، وبالتالي تعد حماية تلك البيانات أمرًا مصيريًا بالتأكيد.
- معدلات استهلاك البطارية أمر ضرورى لفئة كبيرة نظراً لان النماذج الذكية تستهلك كمية كبيرًا من طاقة الموبايل لذلك لابد من تحسين الكود وتقليل العمليات الثقيلة قدر المستطاع .
- عمل تحديثات بشكل مستمر لأن قطار التحديث لا يتوقف ونموذج اليوم الحديث قد يصبح قديمًا غدًا ، فلابد أن يكون التطبيق قابلاً للتحديث المستمر حتى يطور الذكاء الاصطناعي من نفسه بشكل تلقائي دون تدخل .
توقعات مستقبل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على الهواتف المحمولة
بالتأكيد كلما مر الوقت كلما استمر التقدم حيث ان من المتوقع خلال السنوات القليلة القادمة سوف تشهد قفزات هائلة في عالم تطبيقات الهواتف المدعومة بـ تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، على سبيل المثال توافق وتكامل تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز مع الذكاء الاصطناعي ، بالإضافة إلى تطبيقات تعتمد على توقع المشاعر والانفعالات وتتفاعل معها ، وأخرى يمكنها ان تعتمد على الـ AI دون الحاجة الى اتصال انترنت .
فى النهاية
إن تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي للهواتف المحمولة فى عصرنا الحديث أصبح ليس مجرد اتجاه محدودة لفترة معينة ، بل هو تحول كلى فى تصميم التطبيقات والإمكانات الموجود بداخلها والخدمات التي تقدمها ، حيث أن كل تطبيق نستخدمة فى يومنا هذا سوف يصبح أكثر ذكاءً مستقبلاً ، لذلك أصبح من الضروري الاعتماد على تطبيق تلك التقنيات فى العديد من الأجهزة والمجالات المختلفة لأن المستقبل لن يقبل إلا بالتقدم والتطور المستمر .
