You are currently viewing تأثير تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تطوير التطبيقات

تأثير تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز على تطوير التطبيقات

فى بدايات ظهور تقنيات الواقع الافتراضي VR ، و الواقع المعزز AR شهد العالم تحول تكنولوجي كبير نظراً لمدى تطور تلك الأدوات فى الاستخدام وعمل تفاعل مميز خاص بالبيئة المحيطة ، أو الدخول فى عالم افتراضى وخوض تجارب خيالية تحاكي الواقع بشكل احترافى ، ثم تم ربطها مع الاجهزة الرقمية والتطبيقات والبرمجيات فى الوقت التى كانت تعتمد فقط على بعض الأزرار والشاشات الملموسة فقط ، لذلك تعد تلك التقنية هى النقلة الحقيقية لكسر هذا الحاجز وتجاوزه والنظر لما هو أت ليتخطى حدود العالم الواقعى وعمل تجارب خيالية مميزة تناسب الأجيال القادمة ، فما هو تأثير تقنيات الواقع الافتراضي و المعزز على تطوير التطبيقات ، وذلك لتعزيز نوعية التجارب التكنولوجية ، وما هى توقعات الاستخدام فى المستقبل والصعوبات المترتبة على تطبيقها ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة فتابعوا القراءة اعزائي .

 

ما هو الواقع الافتراضي والواقع المعزز

الواقع الافتراضي VR

تقنية الواقع الافتراضي أو Virtual Reality تتيح للمستخدمين الدخول في بيئة خيالية تحاكي الواقع أو تبتكر واقعًا جديدًا تمامًا بشكل تشويقى مميز ، حيث يتم باستخدام أجهزة مخصصة لها مثل الخوذة أو نظارات الـ VR التي تعزل الشخص عن البيئة المحيطة وتدخله في عالم ثلاثي الأبعاد يمكن التفاعل معه عبر أدوات تحكم أو باستخدام بعض الحركات الجسدية وتقنيات التتبع البصري.

 

الواقع المعزز AR

تقنية الواقع المعزز أو Augmented Reality هى مختلفة إلى حد ما عن تكنولوجيا الواقع الافتراضي في كونها لا تعزل المستخدم عن البيئة الحقيقية ، بل إنها تتميز بإضافة عناصر رقمية مرئية أو سمعية تظهر على الشاشات أو من عبر النظارات الخاصة إلى الواقع المحيط ، على سبيل المثال عند توجيه كاميرا الهاتف إلى الفصل الدراسي أثناء شرح المعلم لمحاضرة عن الروبوتات ، حينها يمكنك مشاهدة روبوت تخيلى موجود بالفصل لتعزيز الفم وتثبيت المعلومة فى صور تحاكى الواقع . 

 

أو وبشكل مبسط تمثل هاتان التقنيتان أساسًا لما يسمى بـ تقنية الواقع الممتد Extended Reality ، وهو المصطلح الشامل لجميع هذه التقنيات الحديثة في عالم الواقع الرقمي.

الواقع الافتراضي

نتائج تطوير التطبيقات عبر الواقع الافتراضي و المعزز

لم تكن تقنيات الـ VR وAR مجرد إضافة تكنولوجية فحسب للتطبيقات، بل انها فى الحقيقة أحدثت نقلة كبيرة في الأفكار الخاصة بتصميم التطبيقات وآليات تفاعل المستخدم معها،  ويمكن تلخيص النتائج على النحو التالي:

تحديث التطبيقات التعليمية

فى البداية من مجال التعليم حيث تحولت مؤخراً العملية التعليمية من مجرد تلقين تقليدى إلى عمليات تفاعل حركي وعملي ، حيث يمكن للطلاب الآن عبر استخدام تقنيات الواقع الافتراضي  استكشاف النظام الشمسي بشكل مختلف واحترافي ، أو من الممكن تفكيك خلية بشرية دقيقة ومشاهدتها بصورة ثلاثية الأبعاد داخل صف دراسي عبر تطبيقات الـ الواقع المعزز ، وتساهم تلك التطبيقات فى العمل على تحسين مراكز الاستيعاب لدى الطلاب و تعزيز الفهم العميق، وتقليل عوامل الملل.

تفعيل تجارب حركية وتفاعلية

قبل الطفرة التى حدثت للتقنيات العصرية الحديثة ، كانت تقتصر التجربة على اللمس والنقر فقط ، وهي أساليب تقليدية ، ولكن فى الوقت الحالى يمكن للمستخدم التحرك داخل عناصر تخيلية باستخدام الواقع الافتراضي، أو تجربة منتجات في منزله عبر وسائل الواقع المعزز ، وهو ما يحسن من تفاعل المتدرب ويكون جزء من التجربة وليس مجرد متلقي للمعلومة .

تدريب مهني من نوع خاص

يتم الاستفادة من تقنيات الـ VR مؤخراً في المهن التي تحتوي على مخاطر مثل الطيران، والهندسة الصناعية، والعمليات الجراحية ، حيث ساعدت تطبيقات الواقع الإفتراضي في توفير بيئات تدريب مثالية تحاكي الواقع بدقة كبيرة دون تعريض المتدرب أو الوسائل المستخدمة لأي خطر يذكر ، وعلى سبيل المثال، يمكن تدريب الطيارين على عمل تدريبات عملية على خبايا ومهارات الطيارين دون التعرض لمشاكل محتملة على حياته أو على الطائرة ، أو الجراحين على إجراء عمليات دقيقة ، وهوما يزيد من ثقتهم قبل مواجهة التجارب الفعلية .

 

تحسين الرعاية الصحية

تم الاستعانة بتقنية الـ VR في المجال الطبي لعلاج أعراض الاضطرابات النفسية كـ الرهاب الاجتماعى أو اضطراب ما بعد الصدمة ، وتتم من خلال إدخال المرضى في بيئات افتراضية تحاكي الواقع من خلال المواقف التي تثير القلق لمعالجتهم بالتعرض التدريجي ، كما أن وسائل الـ AR  قد ساعدت الأطباء في إجراء بعض العمليات عبر توضيح بيانات رقمية على جسد المريض أثناء أوقات الجراحة.

تطوير وسائل التجارة الإلكترونية

أعادت تقنيات الواقع المعزز رسم معالم التسوق الإلكتروني من جديد ، حيث انه  لم يعد المستخدم يعتمد فقط على الصور والمواصفات المكتوبة، بل أصبح بإمكانه تجربة قياس الملابس على جسده بشكل يحاكى الواقع ، وهذا التطور قلل من معدلات التردد قبل شراء المنتجات وزاد من معدل التحويلات الشرائية.

 

دعم المعالم السياحية والثقافية

الان من خلال تطبيقات الواقع المعزز والافتراضى أصبح بامكان المستخدم زيارة متحف اللوفر أو برج بيزا المائل دون الحاجة إلى السفر، من خلال إتاحة جولات افتراضية واقعية ، كما يمكن استخدام تطبيق AR عند زيارة موقع أثري حقيقي للتمكن من عرض معلومات فورية عن المعالم الموجودة.

 

ما هي التقنيات المستخدمة في تطوير تطبيقات الخاصة بـ VRوAR

  • محركات الألعاب أو Game Engines مثل Unity و Unreal Engine، وهي الأدوات الأساسية الخاصة ببناء بيئات تفاعلية ثلاثية الأبعاد.

 

  • تقنيات الذكاء الاصطناعي AI وهى تستخدم لتحسين عوامل الواقعية، كـ التفاعل الذكي مع العناصر الافتراضية، أو التعامل مع ردود فعل المستخدم.

 

  • مكتبات الواقع المعزز مثل منصات ARKit المقدمة من شركة Apple وARCore  المقدمة من Google، وهى التي تتيح دمج عناصر الواقع المعزز داخل تطبيقات الموبايل الذكي.

 

  • الأجهزة الخاصة بالتتبع واستشعار الحركة  مثل نظارات Oculus Rift و HTC Vive، ايضاً كاميرات تتبع الحركة التي تتيح تتبع التفاعلات الدقيقة داخل البيئة الافتراضية.

 

التجارب التكنولوجية

صعوبات تطوير التطبيقات بتقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي

بالرغم من الإمكانات الهائلة لتلك التقنيات إلا أنه لا تزال هناك بعض العقبات التى تعرقل بعض عوامل التوسع لتلك التقنيات ، ومنها :

الإمكانيات التقنية

تلك التطبيقات تحتاج الى أجهزة قوية ذات قدرات معالجة كبيرة ، كما أن هناك بعض الأجهزة تعاني من مشاكل مختلفة مثل التأخر فى الاستجابة للأمر، أو عوامل الإرهاق البصري، وهو ما يؤثر على تجارب المستخدم.

 

التكاليف الباهظة

لكى تتمكن من إنشاء بيئة مميزة ثلاثية الأبعاد فذلك يتطلب الى توفير فرقً متخصصة وأجهزة متطورة وتكاليف إنتاج باهظة ، وهو ما يجعل هذه التقنية صعبة التنفيذ للشركات ذات الموارد الصغيرة.

 

فجوة توحيد المعايير

بالنسبة للواقع الافتراضي والواقع المعزز لا تزال هناك فجوة في توحيد المعايير الخاصة بتطويرهم ، سواء من واجهات البرمجة أو التصاميم أو عوامل الخصوصية، وهو ما يصعب من التوافق الكامل بين الأجهزة والمنصات.

 

الصعوبات المتعلقة بالجانب البشري والنفسي

فى بعض الأحيان يعاني بعض المستخدمين من الغثيان والدوار بعد استخدام تطبيقات الـ VR لفترات طويلة ، كما أن المبالغة فى استخدام تقنية الواقع الافتراضي قد يؤدي إلى الرغبة فى العزلة أو الإدمان التكنولوجى لدى بعض الحالات .

 

توقعات مستقبل تقنيات VR وAR في تطوير التطبيقات

فى الوقت الحالى قررت العديد من الشركات الكبرى مثل شركة Meta أو فيسبوك ، Appleو ، Microsoft، و Google أن تستثمر مليارات الدولارات لتطوير تلك التقنيات، حيث أن ظهور تكنولوجيا مثل نظارات Apple Vision Pro، ومنصة Horizon الخاصة بـ ميتا ، تشير إلى أن المستقبل الرقمي التفاعلى يتجه بقوة نحو الازدهار أكثر، والمستقبل بشكل عام بالتأكيد لا يقتصر فقط على الترفيه  ، بل من المتوقع أن تصبح تلك الإمكانات جزءًا من الحياة اليومية، في التعليم، والعمل ، والتسوق، وحتى وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إنشاء العوالم الافتراضية أو Meta Verse ، حيث أن المستخدم يعيش داخل بيئة خيالية متعددة الأبعاد ومثيرة .

 

فى النهاية

تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز قد استطاعت اعادة تعريف حدود الابداع والابتكار في تطوير التطبيقات الالكترونية ، نظرا لأنها فتحت آفاقًا جديدة في التفاعل لم تكن متخيلة من قبل، وهو ما يجعلها عنصرًا أساسياً في بناء العناصر الخاصة بالجيل القادم من الحلول الرقمية ، فإذا كانت مؤسستك تعمل على استحداث أو تطوير تطبيق جديد، فلابد من التفكير في دمج تقنيات الـ VR أو الـ AR لانها هى المستقبل القريب.