شهد قطاع التعليم فى الفترات الاخيرة تطوراً مذهلاً وتحولًا جذريًا من خلال التقدم التكنولوجى الذى أصبح لغة العصر الحديث دون منافس ، لذلك تم استحداث نظام التعليم بالتكنولوجيا الحديثة الذي يعتمد على التقنيات والأدوات المتطورة فى استراتيجيات التعلم والوصول الى مراكز وعي واستيعاب الطلبة بشكل عصرى مدروس ومميز يحفزهم على استكمال التجربة والاستمتاع بها والاستفادة الكاملة ، لذلك لم يعد التعليم محصور على فصل دراسي تقليدي وجدران ونظام حضور يومى وعدد ساعات ثابت ، بل أصبح أكثر مرونة تناسب جميع الطلاب باختلاف ظروفهم وأوقاتهم وبعدهم الجغرافي عن المؤسسات التعليمية ، فما هى الأدوات التى يتم استخدامها فى التعليم بالتكنولوجيا الحديثة ، وما هي مميزاته ، وما هي أبرز العقبات ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة .
ماهو التعليم بالتكنولوجيا الحديثة
مفهوم التعليم بالتكنولوجيا الحديثة بشكل مبسط هو عبارة عن استخدام الأدوات التكنولوجية، مثل الهواتف الذكية والحواسب، وشبكات الإنترنت، والبرمجيات والانظمة التعليمية من منصات تعليم الكترونى و انظمة التعلم عن بعد والفصول الدراسية الافتراضية ، بالاضافة الى تقنيات الذكاء الاصطناعي AI، والواقع المعزز AR، والواقع الافتراضي VR ،وذلك لتسهيل وتطوير نظم التعليم وتحقيق الاستفادة القصوى منها ، ولا يمكن إغفال اعتماد دور التعليم بالتكنولوجيا الحديثة على التقنيات ومرونته التي تسمح للمتعلمين بالوصول إلى المعلومات من أي مكان متاح و في أي وقت مناسب ،وهو ما يساعد على تحقيق استراتيجية تعلم ذاتي تنمى الإحساس بالذات والاعتماد على النفس ، بالاضافة الى مساعدة المعلمين في الشرح وتقديم محتواهم التعليمي بطريقة جذابة تناسب جميع درجات الاستيعاب المختلفة لجميع التلاميذ .
تقنيات وأدوات التعليم بالتكنولوجيا الحديثة
هناك بعض الأدوات الحديثة التي يتم الاستعانة بها فى استراتيجيات التعلم الحديث لجذب المتعلمين وزيادة رغبتهم في خوض التجربة ودعم التركيز ومخاطبة الذهن بشكل علمى ومباشر ، ومن أهمها :
شبكة الإنترنت والتعلم الإلكتروني
أن الإنترنت هو العامل الأساسي والمشترك فى جميع استخدامات التكنولوجيا الحديثة بشكل عام ، والوسيلة الثابتة للتمكن من الوصول إلى المصادر والمعلومات التعليمية الحديثة ، حيث يمكن للمتعلمين الاستفادة من المنصات التعليمية المتوفرة عبر الإنترنت من مقاطع الفيديو التعليمية التفصيلية ، والمراجع ، والمكتبات الرقمية، وكورسات التدريب ، وهو ما يجعل التعلم متاحًا للجميع بشكل مرن .
تقنيات التعلم الذاتي
منصات التعليم توفر بعض الفرص المميزة للتعلم من خلال الفيديوهات التوضيحية حيث يمكن للطلاب الوصول إلى محتويات تعليمية متنوعة تساعدهم على استيعاب المناهج الدراسية بشكل تقنى يخاطب مراكز الذهن والاستيعاب عبر طرق العرض المتطورة ، كذلك تتيح الندوات عبر الإنترنت تواصل وتفاعل مباشر للطلاب والمعلمين ، وهو ما يساعد على تطوير عوامل التعلم الذاتى لراغبى العلم .
التطبيقات التعليمية والهواتف الذكية
الهواتف الذكية قد أصبحت أداة لا غنى عنها في عملية التعليم كما هو الحال فى العصر الحديث من خلاله ، حيث توفر بعض التطبيقات التعليمية من خلاله أنشطة ومهارات بطرق علمية مدروسة وممنهجة تساعدهم على تعلم المهارات الجديدة وتوسيع مصادر معارفهم في جميع المجالات مثل المناهج الرياضية وتعلم اللغات والبرمجة والقصص التاريخية .
تقنية الذكاء الاصطناعي AI
الذكاء الاصطناعي يساعد على تحسين التعليم من خلال توفير أدوات تعليمية ذو تقنية عالية مثل المساعد الذكي وبعض الأنظمة التي تعمل على تقديم توصيات مخصصة للطلاب باختلاف أعمارهم ودرجات استيعابهم وحسب أدائهم وسلوكهم التعليمي ، ايضا يتم استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي المتطورة في تقييم أنشطة الطلبة بشكل دقيق وسريع .
تقنيات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR
تعد تقنيات الواقع المعزز AR والواقع الافتراضي VR من التقنيات التي حققت تحول مذهل فى مجال التعلم ، فمن خلال الاستعانة بها يمكن للطلاب محاكاة الواقع مثل استكشاف ظواهر طبيعية، أو زيارة أماكن تاريخية ،أو إجراء تجارب علمية في بيئات افتراضية دون التحرك خطوة واحدة ، وهو ما يضفي أجواء اثارة ومتعة وفعالية في مجال التعليم .
مميزات التعليم باستخدام عناصر التكنولوجيا الحديثة
نقدم بعض المميزات والفوائد الخاصة باستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل المؤسسات التعليمية وخارجها للتسهيل من دور المعلم ودعم استيعاب وفهم المتعلم ، ومن أهمها:
1. إتاحة التعليم من أى مكان
التكنولوجيا تمكن الطلبة من مختلف المناطق الجغرافية بالعالم حتى النائية منها من الوصول إلى المنصات التعليمية بسهولة من خلال شبكة الإنترنت، وهو ما يساعد في تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص وتجاوز الحواجز المسافات والمشاكل الاقتصادية.
2. تجهيز الطلاب للنزول إلى سوق العمل
فى العصر الحديث أصبحت التكنولوجيا لغة العصر الاولى ، حيث ان الهواتف الذكية لا تفارق أيديهم من اداء جميع الانشطة ، وتعودت الطلاب على استخدام الأدوات الرقمية الحديثة يكسبهم مهارات تقنية عالية يستفيدون منها مستقبلاً ويجعلهم أكثر قدرة على الاندماج في بيئات العمل المختلفة .
3. توفير مجهود ووقت المعلم المهدر
تساعد التكنولوجيا الحديثة على توفر أدوات لتقييم الطلاب بسرعة هائلة ، بالإضافة إلى تحليل البيانات، وتصميم محتوىات مخصصة وهو مايمنح المعلم وقتًا أكبر للتركيز على الجوانب التربوية والانضباطية والمهارية.
4. تعلم مخصص
يمكن للتقنيات الذكية تحليل أسلوب تعلم كل طالب وتلبية الفروقات الفردية بينهم مع تقديم المحتوى الدراسى بطريقة مميزة تتناسب مع احتياجاتهم وهو ما يُعزز من كم التحصيل الأكاديمي لديهم ويقلل من نسب التشتت .
5. تعلم تفاعلي مثير
التطبيقات والألعاب التعليمية تعمل على تحسين تفاعل الطالب مع المحتوى التعليمي بشكل ملحوظ ، وهو ما ينمي دافعية التعلم ويزيد من التركيز والاهتمام مقارنة بالأساليب التعليمية القديمة.
عقبات تطبيق التعليم بالتكنولوجيا الحديثة
هناك بعض التحديات التي تواجه تطبيق استراتيجيات التعلم الحديث داخل المؤسسات التعليمية من مشاكل خاصة بالعناصر البشرية أو صعوبات خاصة بتطبيق التكنولوجيا لضعف البنية التحتية او قلة الموارد ، ومن أهمها :
-
تدريب الكوادر التعليمية
البعض من المعلمين يواجهون مشكلة في التكيف على الوضع الجديد الخاص بالأدوات الرقمية بسبب قلة التدريب أو عدم الإلمام بالمهارات التقنية أو التمسك بالطرق القديمة.
-
التفاوت الرقمي
مازالت بعض الدول تعاني من ضعف في البنية التحتية التكنولوجيا الضرورية لتطبيق تقنيات التعليم الرقمي، ومنها ضعف شبكات الإنترنت وغياب بعض التقنيات والأجهزة الذكية لدى الكثير من الأسر.
-
قلة التفاعل البشري
خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة في التعليم قد يشعر المتعلم بعض العزلة نتيجة لغياب التفاعل الاجتماعي داخل الفصل، وهو ما يؤثر على الجوانب الاجتماعية والنفسية بشكل كبير ، بجانب التشتت نتيجة الألعاب والفيديوهات الترفيهية التي تأخذ من وقته وتزيد من عزلته .
التحديات الأمنية
نتيجة لزيادة الاعتماد على التكنولوجيا في التعليم تزيد احتمالية خطر التعرض للقرصنة الإلكترونية والمشاكل الخاصة بحماية الخصوصية وحمايتها البيانات من التسريب .
-
التكاليف المرتفعة
بعض أدوات الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي لا تزال باهظة التكاليف لمعظم مؤسسات التعليم وهو ما يصعب الاعتماد التام عليها وتوفير الأجهزة الحديثة والبرمجيات .
فى النهاية
ان تطبيق استراتيجيات التعليم بالتكنولوجيا الحديثة خلال عصرنا الحديث أصبح ضرورة قصوى لمواكبة عقول التلاميذ وراغبى التعلم من مختلف الأعمار ، نظراً لأهميتها فى العمل على زيادة استيعاب الطلبة بطرق علمية حديثة تخاطب الذهن بشكل مباشر عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي و و الواقع الافتراضي والواقع المعزز ومابهم من محاكاة الواقع بشكل تخيلى مميز يساهم فى تثبيت المعلومات وأداء تجربة تعليمية مثيرة ومميزة ، بالاضافة إلى المرونة التي يتميز بها وتذليل عقبات الحضور وبعد المسافات ، ونتميز نحن فى الترافيجين بخبرات كبيرة فى تأسيس فصول ومؤسسات دراسية تكنولوجية عالية الكفاءة من خلال مهندسين وفنيين مختصين لتحقيق الاستفادة الكاملة من التكنولوجيا في التعليم .