You are currently viewing التعليم بالواقع المعزز: التعلم الحديث من منظور جديد

التعليم بالواقع المعزز: التعلم الحديث من منظور جديد

نتيجة للتطور التكنولوجي السريع خلال السنوات الماضية والتوقعات بزيادة استمرار التطور كان لابد من تدعيم الدراسة بتقنيات ووسائل متقدمة مثل تقنية التعليم بالواقع المعزز Augmented Reality وهو يعمل على مزج عنصرى الواقع الفيزيائي بالعوالم الرقمية  لإضافة عناصر افتراضية غير حقيقية إلى البيئة المحيطة ، لتناسب أفكار الجيل الجديد وحاجته للتطور المستمر وتوفير تجارب أكثر متعة وإثارة في مجال التعليم ولا يقف عند حدودية الدراسة التقليدية والكتب المدرسية الورقية ، فما هي مميزات تطبيق تقنية التعليم بالواقع المعزز ، وماهى تطبيقاته فى المجالات الدراسية المختلفة ، وما الصعوبات التي تواجه تنفيذه بالفصول الدراسية ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور التالية .

 

ما هو الواقع المعزز؟

الواقع المعزز ببساطة AR هو عبارة عن تقنية حديثة تسمح للمستخدم بإضافة عناصر افتراضية غير حقيقية إلى البيئة المحيطة الحقيقية ، وهوعكس تقنية الواقع الافتراضي الذي يستخدم عناصر تخيلية و بيئة رقمية كاملة ، فـ الواقع المعزز يتيح دمج المحتوى الرقمي مع العالم الملموس لإنتاج تجارب يومية ميزة ، اما عن الاستخدام التخصصى فى مجال التعليم فإنه يتم اللجوء لاستخدام تلك التقنية عبر بعض التطبيقات أو الأجهزة مثل الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية (التابلت) أو النظارات الذكية التي تعمل على عرض مكونات تخيلية افتراضية على البيئة الحقيقية المحيطة حيث تكون المكونات على هيئة  نصوص ، أو مقاطع فيديو، أو صورًا، أو نماذج ثلاثية الأبعاد، وذلك لمساعدة التلاميذ على زيادة التفاعل مع المعلومات بطرق تثير فضولهم في خوض التجربة .

 

استخدامات تقنية الواقع المعزز في مجال التعليم

إن تقنية الواقع المعزز في مجال التعليم يتم استخدامها عبر الأجهزة التكنولوجية للعرض مثل التابلت ، والموبايل ، و النظارات الخاصة بالواقع المعزز التي تلتقط بعض البيانات من الفصل الدراسى أو البيئة المحيطة حسب موقع الاستخدام وتضيف عناصر ومعلومات إضافية لها ، ومن أهم الوظائف الرئيسية وطرق التشغيل لتلك التقنية :

  • يتم إضافة عناصر افتراضية أو معلومات على الشاشة المستخدمة أو نظارة الواقع المعزز بناءً على البيانات التي تم جمعها فى وقت بسيط جداً ، بحيث يراها المستخدم وكأنها تحاكي الحقيقة .
  • من خلال الكاميرات وأجهزة الاستشعار يمكن للجهاز اكتشاف البيئة أو الكائن الذي ينظر إليه المستخدم والمزج مابينه وبين الواقع المعزز وتكوين تصور جديد بينهم .
  • الواقع المعزز يسمح للطلبه التفاعل مع هذه العناصر التخيلية ، مما يحسن من فهمهم للمفاهيم العلمية أو الدراسية الصعبة فى استيعابها .

التعليم الحديث

فوائد التعليم بالواقع المعزز

تقدم تقنيات الواقع المعزز عدد من الفوائد والمميزات التي تعمل على تحسين مستوى التعلم وتؤثر بشكل إيجابي على تقدم وازدهار العملية التعليمية بشكل واضح يعتمد على أحدث الطرق ،ومن أهمها :

1. تحسين فهم المفاهيم المعقدة عن طريق البصر

بعض المواد الدراسية مثل الهندسة والعلوم والرياضيات تعد ضمن المواد الصعبة فى الفهم والاستيعاب بالنسبة للطالب ، ومع تطبيق تقنيات الواقع المعزز بالمدارس يمكن للطلاب أن يروا ويشاهدوا التجارب العلمية بشكل يحاكي الواقع بشكل مثير ومميز من الصعب نسيانه ، مثل التجارب التفاعلية لحركة الكواكب في النظام الشمسي ، وهذا النوع من التجارب يعمل على تسهيل الاستيعاب عن طريق الفهم بواسطة العين ويجعل العملية التعليمية أكثر وضوحًا.

2. تجربة مثيرة للتعلم

توفر تقنية الواقع المعزز تجربة تعليمية غامرة للطلاب لا تقتصر على النصوص أو الصور التقليدية فحسب ، ولكن يمكن للتلاميذ زيارة مواقع تاريخية ، أو التفاعل مع شخصيات تاريخية عن طريق محاكاة الواقع ، أو حتى مشاهدة ظواهر فيزيائية، و تساعد تلك التجارب من الاستيعاب وتساعد على مزج التطبيقات العملية بالمعلومات النظرية .

3. تحفيز التلاميذ على المشاركة

بدلاً من أن يكون الطالب مجرد متلقي للمعلومة فقط دون حركة  يمكن لتقنية الواقع المعزز التفاعل مع المحتوى بشكل مباشر للتعزيز من قدراتهم الاجتماعية على المشاركة النشطة بالعملية التعليمية، وهو ما يحسن من زيادة تحصيلهم  من خلال الأنشطة التفاعلية والألعاب التعليمية ، ويصبح التعلم أكثر جاذبية ومتعة .

4. توفير بيئة تعليم مرنة

لا يقتصر الواقع المعزز على الفصول الدراسية فحسب ولكن يمكن للتلاميذ استخدام تلك التكنولوجيا في أي وقت وفي أي مكان لـ توسيع تجربة التعلم ، كما أنه يتيح لهم دراسة المواضيع التي قد تكون صعبة الوصول إليها في البيئة التقليدية، مثل اكتشاف الفضاء الخارجي أو الغوص في أعماق البحر بشكل يحاكى الحقيقة تماماً .

5. زيادة القدرة على الاحتفاظ بالمعلومات

الدراسات الحديثة  أكدت أن استخدام التقنيات الحديثة ومنها تقنية الواقع المعزز تعمل على زيادة تحصيل الطلاب والاحتفاظ بالمعلومات لفترات أطول مقارنة بالطرق القديمة ، نظرا لأن التعلم التفاعلي الذي يعتمد على التجربة الفعلية والتفاعل مع المحتوى الرقمي يجعل من المعلومات أكثر ثباتاً داخل ذاكرة الطالب .

 

تطبيقات الواقع المعزز في التعليم

الواقع المعزز يتم تطبيقه في مجموعة متنوعة من المجالات التعليمية بطرق مختلفة ومبتكرة وهو ما يجعل التعلم أكثر فاعلية وسهولة ، ومن أهم الأمثلة :

1. مجالات العلوم

الواقع المعزز أداة قوية فى مجال العلوم لفهم مفاهيم معقدة مثل الطاقة ، والحركة، والظواهر الفيزيائية ، فيمكن للطلاب استخدام التطبيقات لاستكشاف الكواكب والأجرام السماوية في النظام الشمسي كأنهم موجودون في الفضاء ، ورؤية الخلايا تحت الميكروسكوب أو دراسة دورة حياة النباتات بشكل ثلاثي الأبعاد .

2. الرياضيات

يمكن للطلاب فى مادة الرياضيات استخدام الواقع المعزز لرؤية الأشكال الهندسية واضحة ثلاثية الأبعاد، وهوما يساعدهم على فهم المسائل الرياضية بشكل أفضل ، ويمكن استخدام تلك التقنية لتوضيح مفاهيم مثل المعادلات الرياضية ،و الهندسة التحليلية، أو حتى الجبر باستخدام تمثيلات تفاعلية.

3. تعلم اللغات

تساعد تطبيقات الواقع المعزز في المساعدة في تعلم اللغات المختلفة حيث تتيح للطلاب التفاعل مع الكلمات والعبارات في بيئات واقعية ، ومن الممكن أن يتم استخدام تطبيقات تعلم اللغة فى عرض الترجمة أو إتاحة عرض محادثات مع شخصيات افتراضية في بيئة تفاعلية للطلاب ، وهو ما يحسن من قدرتهم على استخدام اللغة بشكل عملي.  

4 .التاريخ

الواقع المعزز يعمل على إحياء الأحداث التاريخية للتلاميذ بطريقة مرئية ، و يمكن للطلاب زيارة المواقع الأثرية أو مشاهدة المعارك التاريخية كما لو كانوا جزءًا منها بشكل مذهل ومثير للاهتمام وهو مايعمل على تثبيت الاحداث داخل ذهن المتعلم بشكل كبير ، فمن خلال هذا النوع من التفاعل يمكن للتلاميذ استيعاب السياق التاريخي للأحداث بشكل دقيق .

5. التصميم والفنون

يتيح الواقع المعزز للطلاب في مجال الفنون العمل على تجربة الإبداع بطرق جديدة ومن الممكن للطلاب إنشاء أعمال فنية عبر أدوات رقمية مبتكرة، والتفاعل مع تصاميمهم بطرق قد تكون صعب تحقيقها باستخدام الطرق التقليدية.

الواقع المعزز

التحديات التي تواجه تطبيق تجربة التعليم بالواقع المعزز

هناك بعض الأمور التي تصعب من تطبيق تقنيات الواقع المعزز داخل الفصول الدراسية بالرغم من تعدد مزاياه داخل منظومة التعلم والفائدة الكبيرة العائدة على الطلاب ، ومنه أهمها :

  • تدريب المعلمين

أن تدريب المعلمين على الاستفادة الكاملة من طرق التدريس المتطورة ومنها التعليم بالواقع المعزز ، من أهم التحديات داخل المنظمة نظراً لاعتياد البعض على الطرق التقليدية فى الشرح وعدم تقبل التحديثات بشكل سريع ، حيث يحتاج التدريب الى مهندسين وفنيين تقنيين متخصصين لعمل دورات تدريبية فعالة لتحقيق الاستفادة الكاملة من تلك التقنيات الكبيرة .

  • ارتفاع التكاليف

تطبيق التقنيات الحديثة ومنها تقنية الواقع المعزز بمؤسسات التعليم يتطلب تكاليف باهظة للمدارس كما أن العديد من التطبيقات التكنولوجية تتطلب شراء أجهزة متخصصة مثل أجهزة عرض أو تفاعلية أو نظارات ذكية ، وهو ما يعيق تطبيق تلك التقنية في بعض المدارس محدودة الميزانية .

  • القبول التربوي والاجتماعي

إن إدخال الواقع المعزز في التعليم يحتاج إلى تغييرات كبيرة في الأساليب التقليدية، وهو ما قد يواجه عدم القبول من بعض المعلمين أو أولياء الأمور ، بالإضافة إلى أن بعض المدارس قد تكون مترددة في تبني التكنولوجيا الحديثة اعتقادا بأنها تؤثر سلباً على طرق التعليم التقليدية.

 

توقعات مستقبل التعليم باستخدام الواقع المعزز

من المتوقع أن يزداد معدل تطبيق التعليم بالواقع المعزز في السنوات المقبلة على الرغم من التحديات الحالية ، حيث أن العديد من الشركات التكنولوجية تتجه لتطوير وتحديث تقنيات جديدة تزيد من كفاءة الواقع المعزز وتسهل من استخدامه وتقليل التكلفة نسبياً مستقبلاً ، فمن المحتمل أن تصبح تلك التقنية التكنولوجية تكوين أساسي ضمن المؤسسات التعليمية من مدارس أو جامعات أو مراكز تدريب بالموقع أو عن بعد .

 

فى النهاية

فى النهاية نود توضيح أن تقنية التعليم بالواقع المعزز تمثل تطورا كبيراً يثرى من الفهم والإدراك لدى الطلاب وتعد تحولًا جذريًا في الطريقة القديمة التقليدية ، فمن خلال العمل على تقديم تجارب تفاعلية مثيرة للاهتمام وتمتاز بالمغامرة يمكن للواقع المعزز مخاطبة الذهن والإدراك بشكل مباشر وتثبيت المعلومة بشكل أفضل داخل عقولهم بالاضافة الى تحفيزهم على المشاركة الفعالة ، وتشير التوقعات بأنه ستستمر تلك التقنية مستقبلاً في تغيير أنماط التعلم وجعلها أكثر واقعية ، ونحن فى الترا فيجين يسعدنا تقديم الدعم والمساعدة من خلال خبراء متخصصين فى جميع المجالات التكنولوجية المختلفة وأن نكون شريك فعال فى بناء المستقبل .