يعتبر التعلم المدمج من الاستحداثات المميزة لنظم التعلم الحديثة المنتشرة مؤخراً بشكل كبير ، وهي طريقة تجمع ما بين نظامين تعليميين ، أولهم هو النظام التقليدي داخل الفصول الدراسية بنظام التلقين وطرح اسئلة والرد على الردود والاستفسارات بشكل مباشر وعمل أنشطة عبر تكوين فرق لتنمية الجوانب الاجتماعية والمهارات الفردية للتلاميذ ، والحضور الفعلي بالفصول هو أمر أساسي ، وثانيهم هو التعليم عن بعد أو الالكترونى وهو عبارة عن استخدام وسائل التكنولوجيا المختلفة فى تلقى الدروس بين الطالب والمعلم من خلال تقنيات البث المباشر أو تسجيل محاضرات ورفعها على منصات لجميع الطلبة للاستفادة وطرق أخرى حديثة ، فما هي مميزات التعليم المدمج ، وكيف تم تطويره ، والتحديات التي تواجهه ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة .
ماهو التعليم المدمج
التعليم المدمج أو مايسمى بالتعليم الهجين هو عبارة عن استراتيجيات تعليمية حديثة تجمع ما بين طرق التعليم المنهجية التقليدية وطرق التعليم الحديث الرقمى بما فيها من فصول ذكية مجهزة بشاشات تفاعلية وإنترنت وانظمة صوتية وكاميرات لاستخدامهم فى تسجيل المحاضرات والتفاعل مع الطلبة الغير حاضرين وهي يسمى بالتعلم عن بعد ، والتعليم المدمج هدفه الاول الاستفادة بمميزات كل من النظم التعليمية المختلفة ، فالتعليم التقليدي يتميز بالالتزام والتفاعل بين الطلاب والمعلمين فى بيئة تعليمية مجهزة تساعد على تبادل الأفكار وطرح الأسئلة وتنمية المهارات الفردية والجانب الاجتماعي ، والتعليم الرقمي عن بعد بما فيه من توفير الوقت والمجهود والاعتماد على النفس والاستفادة بالعناصر التعليمية الحديثة مثل منصات التعلم المخصصة لكل مادة و مشاهدة المحاضرات واعادتها لتثبيت المعلومة والاستفادة الفيديوهات التوضيحية المبسطة ، لذلك يعد التعليم المدمج وسيلة مميزة لمساعدة الطلبة على الاستفادة الكاملة عبر تعدد الطرق التعليمية .
مكونات عناصر التعليم المدمج
هناك عدد من العناصر الأساسية المستخدمة فى تقنيات التعليم المدمج ، منها ما يخص الجانب الدراسي التقليدي بالفصول الدراسية ، ومنها ما يخص تقنيات التعليم الرقمي والتعلم عن بعد ، ومن أهمها :
-
الفصول الدراسية
من العناصر الأساسية فى التعليم المدمج هي الفصول الدراسية التقليدية وما فيها من حضور فعلى واستخدام اسلوب التحاور والنقاش والتفاعل مع المعلم ومع التلاميذ وبعضهم من خلال فرق وانشطة تنافسية تنمي الجانب الاجتماعي والمهارات الفردية .
-
منصات التعلم
وهى منصات تم تصميمها لكل مرحلة دراسية مخصص فيها شروحات لكل مادة بطرق حديثة مبسطة ومزودة بفيديوهات ورسومات لتسهيل التعلم ، وتتضمن ايضا اختبارات وأدوات خاصة للتقييم ومنتديات للتفاعل وطرح الأسئلة .
-
محتويات الفصل
الفصل المدرسى او الدراسى بشكل عام فى المدارس او الجامعات او مراكز التدريب لابد ان تحتوى على عناصر تكنولوجية لتمكين التفاعل الحديث مثل الشاشات التفاعلية ونقطة إنترنت وأجهزة تابلت للتمكين من تسجيل المحاضرات ورفعها على المنصات ليشاهدها الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحضور .
-
المحتوى الرقمى
المحتوى الرقمي هو عبارة عن منصة يتم استخدامها لتخزين المحاضرات التي تم تسجيلها من قبل ومعها نماذج اختبارات وتقييمات والمقالات الكترونية وبعض التطبيقات لتمكين الطالب من التفاعل باستمرار لتقييم نفسه .
-
التواصل الالكترونى
التواصل الالكترونى يكون من خلال التقنيات الحديثة في الاتصال ومشاهدة واستماع الطرف الآخر بشكل مباشر عبر تطبيقات فيديو كونفرانس الحديثة ومنها Microsoft Teams و Zoom و google meet للتفاعل وتمكين تفعيل الفصول الافتراضية للطلاب والمعلمين .
-
وسائل التقييم الالكترونى
وهى عبارة عن ما يشبه منصة تعليمية ولكنها خاصة بالتقييمات من خلال وضع اختبارات وأنشطة وواجبات الكترونية خلال وقت معين للوقوف على مستويات المتعلمين وتقييمهم ومعرفة نقاط القوة والضعف لتحسينها .
مراحل تطور التعليم المدمج
نشأت طرق التعليم المدمج نتيجة للتطور التكنولوجي السريع الذي شهدته السنوات الأخيرة، إذ ساهمت التكنولوجيا عبر استخدام الإنترنت والكمبيوتر في إعادة تشكيل ملامح التعليم ليواكب العصر الحديث ، ومن تلك المراحل :
-
المراحل التجريبية (فترة الستينيات و فترة السبعينيات):
خلال تلك المرحلة بدأت المؤسسات التعليمية من مدارس أو جامعات في بدء تجربة أدوات تعليمية بسيطة، مثل الأفلام التعليمية عبر الفيديو والعروض التقديمية بإستخدام أجهزة العرض ، وكانت هذه المحاولات بمثابة الشرارة الأولى والانتباه لفكرة خطوات الدمج بين التعليم التقليدي والتكنولوجي الرقمى.
-
استخدام الإنترنت (فترة التسعينيات):
مع بداية ظهور واستخدام الإنترنت وانتشارها، بدأت المواد التعليمية تنتقل إلى الشكل التكنولوجى حيث ظهرت المنصات التعليمية لتقديم المحاضرات والمواد الدراسية المسجلة بشكل إلكتروني مبسط ، وهو ما مهد الطريق لتطوير مفهوم التعليم عن بعد.
-
تكنولوجيا بدايات القرن الحادي والعشرين:
مع بدايات القرن الحادي والعشرين شهدت التكنولوجيا تسارعاً في تبني التعليم الإلكتروني، إلى جانب التوعية والاقتناع بفوائد الدمج بين التعليم التقليدى بالفصول والتعليم الحديث الإلكتروني، حيث بدأت المؤسسات التعليمية وأهمها الجامعات في تحديث نماذج تعليمية تجمع بين الطريقتين مما أدى إلى انتشار وتعميم مفهوم التعليم المدمج عالمياً والاعتماد علية بشكل كبير.
مزايا وفوائد التعليم المدمج
يتميز التعليم المدمج بتعدد وتنوع أساليب الشرح من حديث او تقليدي من خلال فصول دراسية أو عبر التقنيات المتطورة لإثراء العملية التعليمية بأكثر من استراتيجية لمساعدة الطلبة على اختيار الأفضل لهم فى استيعاب المعلومات والتركيز عليها بشكل أكبر ، ومن أهمها :
-
استخدام لغة الحوار والنقاش
تعتمد تقنيات التعليم المدمج فى التنوع ما بين الطرق القديمة والحديثة وما فيها من مميزات داخل الفصول من تفاعل عبر الحضور اليومى والاستفادة من النقاش والتحاور مع المعلم وجها لوجه لتدعيم العصف الذهني وتحسين مهارات الاتصال الجماعي .
-
تنمية المهارات الحوارية والاجتماعية
من مميزات التعليم المدمج استخدامه لطرق مختلفة في التعليم منها داخل الفصول ومنها عبر الاتصال عن بعد بالصوت والصورة ، وكليهما يساهمان في تحسين مهارات الحوار وتحسين السلوك الاجتماعي وتطويره ليكون مستعد فيما بعد لسوق العمل .
-
مرونة التعلم
تناسب تلك الاستراتيجية فى التعلم من هم راغبى التعليم عبر المداومة والحضور اليومي ، ومن هم يفضلون التعلم عن بعد ، ايضا يساعد على اختيار أوقات تناسب الطالب لمشاهدات الشرح والمواد التعليمية والتسجيلات ، وذلك لتقليل الضغط الملقى عليه فى حالة جاءته فرصة للعمل بجانب الدراسة .
-
اختلاف وتنوع المصادر التعليمية
يعتمد التعليم المدمج على التنوع بين مصادر التعلم لإثراء الجانب التعليمى بالشكل الأمثل لجميع الطلبة فهو لا يقتصر على الكتب الدراسية فحسب ، ولكنه يشمل إضافة تسجيلات لشرح المحاضرات الفعلية داخل الفصول ، وتوفير منصات تعليمية تشمل فيديوهات وصور توضيحية ، وذلك لان كل تلميذ قد لا تناسبه الطرق المعتادة كالآخرين .
-
تعزيز التفاعل التكنولوجى
يعتبر التعليم المدمج منصة لتدريب الطلبة على استخدام التكنولوجيا بفاعلية، مما يزودهم بالمهارات اللازمة للتعامل مع الأدوات الحديثة في حياتهم الدراسية والمهنية. كما يساعد على تنمية الابتكار والإبداع بداخلهم عبر استخدام التطبيقات التعليمية المتنوعة.
-
الحد من التباين التعليمى
التعليم المدمج يساعد على التقليل من المشاكل والصعوبات التي تواجه المتعلمين الذين يعيشون فى مناطق جغرافية نائية أو بعيدة عن المؤسسات التعليمية ، وتم حلها بطرق التعليم عن بعد من خلال الإنترنت والتواجد فى الفصول عبر جهاز التابلت او اللابتوب والحصول على طرق تعليمية عالية الجودة ، وتقليل مواعيد الحضور والالتزام اليومى .
ماهى الصعوبات التى تواجه التعليم المدمج
هناك بعض الصعوبات والتحديات التي تواجه تطبيق طرق التعليم المدمج وتفعيلها داخل وخارج الفصول ، نظرا لبعض المشاكل الناتجة ومنها أهمها :
-
ضعف البنية التكنولوجية
من العوائق التي تواجه بعض المؤسسات التعليمية هى وجود مشاكل فى البنية التحتية التكنولوجية من ضعف انترنت خاصة بالمكان الجغرافي أو مشاكل تقنية بإحدى الاجهزة او مساحات غير كافية ، وهي قد تؤثر على إمكانية الاستفادة الكاملة بالفصول .
-
تدريب المعلمين
التغيير بشكل عام دائما يحتاج الى تدريب لاستخدام الطرق الحديثة ، ومن العوامل الأساسية في المؤسسات التعليمية هى المعلمين وتدريبهم بشكل جيد لتحقيق الاستفادة الكاملة من التقنيات الحديثة المزودة بها الفصول أو عبر الإنترنت .
-
عدم قابلية التحديث
من المشاكل المتوقع حدوثها عند تطبيق طرق التعليم المدمج هى عدم قابلية المعلمين للتغيير والتحديث بسهولة خصوصا من هم فئات عمرية كبيرة وتمسكهم بالطرق التقليدية ، فيجب تدريبهم على يد متخصصين ليدركوا سهولة الطرق الحديثة لهم والطلاب ايضا .
-
تحضير محتوى تعليمي احترافي
ضمان محتوى تعليمي رقمي ذو جودة عالية ضمن عدة تحديات أساسية في استراتيجيات التعليم المدمج. فمن الضروري إنتاج مواد تعليمية تناسب عناصر الدراسة وتكون مُحدّثة بشكل دوري ومناسبة لمستويات الطلاب المختلفة.
تجارب عملية ناجحة في التعليم المدمج
العديد من المؤسسات التعليمية قد شهدت تطور كبير بأماكن متفرقة بالعالم وتحقيق نجاحاً ملحوظاً في استخدام نموذج التعليم المدمج ، ومن أهمها :
الشركات والمؤسسات التدريبية
يتم استخدام التعليم المدمج بالشركات والمؤسسات لتدريب العاملين والموظفين لتحسين مهاراتهم وتطويرهم بشكل مستمر ، فـ الاجتماعات الداخلية يتم عملها لشرح الايجابيات والسلبيات والتحاور ، بينما يتم تقديم التنويهات النظرية عبر المنصات الإلكترونية لتمكين الموظفين التعلم بالأوقات التي تناسبهم دون الحاجة إلى اجازات او توفير أوقات داخل المؤسسة .
الجامعات الأوروبية والأمريكية
الجامعات الأوروبية بدأت فى تطبيق نظام التعليم المدمج لتقديم منصات وبرامج دراسية مرنة تجمع بين المحاضرات التقليدية و المحاضرات الاونلاين. وقد ساعد ذلك في زيادة معدلات الحضور وتحسين النتائج الأكاديمية، وذلك من خلال اتاحة إعادة مشاهدة الدروس في الأوقات المناسبة للطلاب وتدعيم المعلومات في وقت فراغهم.
مدارس المرحلة الثانوية
بدأت بعض من المدارس الثانوية في تفعيل نظام التعليم المدمج الحديث لتجهيز الطلاب للتحديات المستقبلية فقد أدى استخدام التكنولوجيا في الفصول الدراسية إلى زيادة تفاعل الطلاب وتحفيزهم على البحث والابتكار، مما ساعد في رفع مستوى تحصيل الطالب العلمى والدراسى وتحسين مهارات التفكير.
فى النهاية
التعليم المدمج هي استراتيجية تعليمية مميزة تم عملها للمزج ما بين الطرق القديمة التقليدية فى الشرح داخل الفصول الدراسية والانتظام والتفاعل ، وبين الطرق المستحدثة فى تلقى العلم عبر الانترنت بالصوت والصورة والتفاعل والتغلب على المشاكل الخاصة بالحضور والالتزام لمن هم لا يستطيعون المداومة بشكل منتظم ، وبعد تطبيق تلك الطريقة أثبتت نجاحها الكبير وضرورة تطبيقها فى جميع المدارس والجامعات لتنويع التعلم بين قديم وحديث والاستفادة بمميزات كل منهما ، تعد شركة الترافيجين من انجح الشركات في تأسيس طرق التعليم المدمج بالمؤسسات التعليمية عبر متخصصين وتحقيق الاستفادة الكاملة بجميع العناصر التكنولوجية و تأسيس جيل جديد مطلق ومبدع .