You are currently viewing التعليم الإلكتروني: تقنيات تعليمية مذهلة لابد من تطبيقها

التعليم الإلكتروني: تقنيات تعليمية مذهلة لابد من تطبيقها

شهدت السنوات الأخيرة تغيرات كبيرة في العديد من المجالات نتيجة التطور التكنولوجي الهائل ، ومن أبرز تلك التغيرات هى التعليم الالكترونى وكيفية التحول من طرق التعلم التقليدي إلى الأساليب والتقنيات الحديثة الذي يطلق عليها بعض المصطلحات المختلفة مثل التعلم عن بُعد،  أو التعليم عبر الإنترنت ، حيث أصبح اليوم طبقاً للتطورات وعقليات الأجيال الحديثة لابد من تفعيل الدور التكنولوجي بشكل أكبر من الماضي ومواكبة التطورات للتسهيل على التلاميذ وتذليل العقبات سواء في المدارس أو الجامعات أو مراكز التدريب أو حتى في التعليم المهني ، لأن التعليم لم يعد حكراً على الصفوف الاساسية فقط بل أصبح بالإمكان الوصول إلى أفضل المؤسسات والمنشآت التعليمية الموجودة فى أي مكان بالعالم دون التحرك خطوة واحدة باستخدام الإنترنت وأدوات التكنولوجيا الحديثة ، فما هي أنواع التعليم الإلكتروني ، وما هي مميزاته والتحديات الخاصة بتطبيقه ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة .

 

ما هو التعليم الإلكتروني

تعريف التعليم الإلكتروني ببساطة هو عبارة عن طريقة تعلم حديثة وتقديم البرامج الدراسية باستخدام التقنيات المتطورة ، وتعتمد تلك الاستراتيجية التعليمية فى الأساس على الإنترنت وأجهزة اللابتوب والهواتف الذكية وأجهزة التابلت في توصيل المعلومات ،وتتيح طرق التعليم الإلكتروني للطلبة تلقي دروسهم عبر المنصات الإلكترونية الخاصة بهم ، مثل المواقع التعليمية المتخصصة، أو تطبيقات التعلم ، أو الفصول الدراسية الافتراضية عبر الإنترنت ، حيث أن التعليم الإلكتروني لا يقتصر فقط على الدورات الدراسية، بل يستخدم أيضا الأدوات التفاعلية لرفع كفاءة التلاميذ مثل الاختبارات الإلكترونية ، والفيديوهات التعليمية لتعزيز الاستيعاب ، والمنتديات  وغيرها من الوسائل التي تساعد الطالب على تطوير الذهن وفهم المحتوى التعليمي بطريقة مميزة تناسب جميع الطلاب باختلاف درجات ذكائهم واستيعابهم .

تقنيات التعليم الإلكتروني

ماهى أنواع التعليم الإلكتروني

تتنوع أنواع التعليم الالكتروني وتختلف بما يناسب المتعلم من طريقة مناسبة له حسب الأدوات المتاحة له ، ونوع التعليم والمكان المرغوب فيه ، بالاضافة الى الامكانيات المادية المتوفرة ، ومنها :

التعليم من خلال الإنترنت Online Learning

يعد التعليم عبر شبكات الانترنت هو النوع الأكثر استخداماً وذلك من خلال تقديم المحاضرات ، والدروس، والأنشطة من خلال الإنترنت باستخدام منصات متخصصة فى التعليم وعمل اختبارات وتقييمات ذو تقنية عالية ، أو حتى من خلال الجامعات التي تقدم برامج تعليمية معتمدة أون لاين .

 

التعليم المدمج Blended Learning

يعتبر التعليم المدمج هو عبارة عن خليط من استراتيجيات التعليم التقليدي والتعليم الإلكتروني، وتكون من خلال تقديم المعلم المحاضرات في الفصل الدراسي النمطى داخل المدرسة أو الجامعة ، بالإضافة إلى توفير مواد دراسية عبر الإنترنت، وهو ما يمكن الطلبة من دراسة المواد المستهدفة من المنزل في الوقت المناسب لهم وبدون بذل أي مجهود خاص بالتنقل .

 

التعلم عن بُعد Distance Learning

هذا النوع من التعليم يحتوى على جميع أنواع التعلم التي لا تتطلب حضور فعلي للطالب داخل المؤسسة التعليمية بشكل عام ،وقد يتضمن التعلم عن بُعد بعض الأساليب التعليمية النمطية والتقليدية مثل إرسال الكتب أو الدروس المسجلة، ولكنه يركز بصورة أكبر على استخدام الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة.

 

التعليم المتنقل Mobile Learning

يعد التعليم المتنقل نوع من أنواع التعليم الإلكتروني الاساسية نظراً لانه يعتمد على استخدام الأجهزة المحمولة مثل أجهزة التابلت والهواتف الذكية للوصول إلى المنصات والدروس التعليمية والأنشطة المختلفة ، حيث أن هذا النوع من يسهل من العملية التعليمية ويزيد من مرونتها ، بالاخص في الأماكن التي يصعب فيها استخدام الحواسيب الثابتة .

 

الأسباب الشائعة لانتشار طرق التعليم الإلكتروني

هناك بعض الاسباب والاحداث الرئيسية لانتشار استراتيجيات التعليم الالكترونى واتساع مجالها بشكل ملحوظ ، ذلك بالاضافة الى ان التكنولوجيا هي لغة الجيل الحديث بما فيها من تقنيات جاذبة للطلبة ومحفزة لأداء التجربة بشكل أكبر من الطرق النمطية داخل الفصول التقليدية ، ومن أهم الأسباب :

  • التطوير التكنولوجي

مع تسارع الوقت وتطور الإنترنت والأجهزة الإلكترونية وزيادة احتياج الأجيال الجديدة لمزج التكنولوجيا مع التعليم ، أصبح من السهل الآن نشر الدروس والمحتوى التعليمي بشكل أسرع وأوسع من الماضى ، نظراً لأن تلك الأدوات التكنولوجية تتيح للطلبة والمعلمين الوصول إلى المحتوى الدراسى والمعلومات بشكل سريع ودقيق .

 

  • الظروف الاستثنائية

الظروف والعوامل الاستثنائية مثل جائحة كوفيد 19 ، من أكبر العوامل التى أثرت فى ظهور التعليم الالكترونى بشكل قوى ومؤثر أكثر من أى وقت مضى ، حيث أصبح التعليم الإلكتروني هو السبيل الوحيد للحفاظ على استمرارية التعلم في العالم بتلك الفترة العصيبة ،وقد فرضت جائحة كورونا تغييرات كبيرة على المنظومة التعليمية التقليدية وتم التحول إلى التعليم عن بُعد، وأظهر الإمكانيات الكبيرة لهذا النوع من التعليم مميزاته الخفية .

 

  • زيادة الطلب على التعليم ذو الطابع المرن

في عصرنا الحديث أصبح التعلم المستمر والتطوير من الذات ضرورة ملحة ، حيث يسعى الكثير من الأشخاص سواء كانوا طلابًا أو مهنيين صغار السن أو كبار إلى تنمية وتحسين مهاراتهم وتوسيع معارفهم بشكل عام ، وهو الأمر الذي يوفره التعليم الإلكتروني من استراتيجيات مرنة لتحقيق هذا الهدف دون الحاجة للانتقالات إلى أماكن بعيدة ومواجهة مصاعب ومعوقات .

 

  • الانفتاح والتبادل الثقافي

تساعد طرق التعليم الإلكتروني المختلفة الطلاب للوصول إلى برامج تعليمية ومنصات دراسية من جميع أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت، حيث يمكن للدارسين الحضور داخل فصول افتراضية في جامعات عالمية غير متواجدة في بلادهم واجتياز تجربة علمية فريدة دون التحرك خطوة واحدة ، وهو ما يساهم في الانفتاح وتبادل الثقافات وتعزيز المعرفة العالمية المرغوب فيها.

 

مميزات تقنيات التعليم الإلكتروني

يمتاز التعليم الالكترونى بتعدد وتنوع فوائده ومميزاته لإمداد الطالب بكل مايحتاجه من اساليب دراسية ،ومرونة ،وتوفير نفقات انتقال يومية باهظة ، ومنحه فرصة كبيرة للاعتماد على النفس ، ومن أهمها :

المرونة الدراسية

من أكبر مميزات استراتيجية التعلم الالكترونى  أنه يمنح الطلاب الفرصة والقدرة على دراسة المواد التعليمية في أي وقت مناسب  ومن أي مكان بالعالم ، من خلال منصات وفيديوهات تعليمية مميزة ، حيث يستطيع الطالب اختيار الوقت الذي يناسبه لاستكمال دروسه، كما يمكنه التعلم من أى مكان عبر الانترنت سواء كان من المنزل أو خلال أوقات السفر أو في أي مكان يشعر فيه بالراحة والاستكانة .

التطوير الشخصي واستراتيجيات التعلم الذاتي

من فوائد التعليم الإلكتروني تحسين قدرة الطالب على التعلم بشكل مستقل دون الاعتماد على توجيهات مستمرة ، حيث يتمكن الطلاب من تنظيم وقتهم وتحقيق تقدمهم الشخصي في الدراسة لشعورهم بالمسؤولية وانهم اصحاب القرار فى ذلك ، وهذا يساهم في تحسين وتقوية مهاراتهم الخاصة بإدارة الوقت واعتمادهم على النفس.

تعدد الموارد التعليمية

التعليم الإلكتروني يوفر مجموعة كبيرة من المصادر والمواد التعليمية مثل الكتب الإلكترونية ،ومقاطع الفيديو، والمقالات، والكورسات التدريبية وهو ما يساعد الطلاب على الاستفادة من مصادر التعليم المختلفة وتحقيق الاستفادة المرجوة من التعليم .

تسهيل فرصة التعليم عن بعد 

من مميزات التعليم الالكترونى الكبيرة هى سهولة الدراسة عن بعد ، فمن الممكن لأي شخص يمتلك جهازًا ذكياً إلكترونيًا وشبكة إنترنت أن يلتحق بالدورات الدراسية والفصول الافتراضية أو البرامج التعليمية من خلال الإنترنت ، وتعتبر تلك الميزة التعليم في متناول الجميع، بغض النظر عن الظروف الاجتماعية أو الموقع الجغرافي.

توفير النفقات

طرق التعليم الإلكتروني تعتبر أقل نسبيا مقارنة بتكاليف التعليم النمطي التقليدي، نظراً لكونه لا يتطلب نفقات سفر أو إقامة.، بالإضافة إلى أن العديد من الدورات والبرامج التعليمية عبر الإنترنت تقدم بأسعار أقل مقارنة بطرق التعليم التقليدي .

أنواع التعليم الإلكتروني

صعوبات تطبيق التعليم الإلكتروني

بالرغم من مميزات طرق التعليم الالكترونى الكبيرة ، الا انه هناك بعض التحديات والصعوبات فى تطبيق تلك الاستراتيجية التعليمية التكنولوجية ، مثل :

  • المشاكل التقنية

تواجه بعض المعلمين والمتعلمين بعض المشاكل التقنية الخاصة بالأنظمة التعليمية من خلال الإنترنت، ومنها تعطل المنصات أو مشاكل تقنية بالاتصال بالإنترنت، بالتالى يعيق انتظام سير العملية التعليمية.

  • ضعف التفاعل مع الآخرين

البعض من الطلاب يعتبر أن التعليم الإلكتروني يفتقر إلى التفاعل المباشر مع المعلم  وباقى الزملاء وهو ما يؤثر على درجة الاستفادة من التعليم  بالنسبة لبعض المتعلمين الذين يفضلون التفاعل وجهًا لوجه مع الآخرين للاستيعاب .

  • ضعف التركيز

نظرا لتعدد عوامل التشتيت الموجود بالاجهزة الالكترونية الحديثة من العاب وفيديوهات ووسائل ترفيه ، قد يواجه بعض الطلاب في بيئة التعليم الإلكتروني صعوبة في التركيز، وهو ما يؤثر بالسلب على استيعابهم الدراسي.

  • ضعف الامكانيات

فى بعض الاحيان قد لا تتوافر الأدوات التكنولوجية المستخدمة في طرق التعليم الإلكتروني ، من الوصول إلى الإنترنت والأجهزة الإلكترونية  في بعض المناطق، وهو ما يصعب من مهمة الطلاب من التعليم الإلكتروني.

  • المحتوى النمطي داخل التعلم الالكتروني

أحياناً يتم نقل المناهج الدراسية التقليدية كما هى إلى وسائل ومنصات التعليم الإلكتروني دون تغيير في منهجية التعليم ، من طرق شرح نمطية بدون وسائل توضيح تفاعلية وأسئلة واختبارات ، لذلك تحتاج تلك الطريقة تعديل لتتناسب مع البيئة الدراسية الإلكترونية تشمل أساليب وطرق تقييم تفاعلية حديثة .

 

فى النهاية

فى النهاية نؤكد أن استراتيجية التعليم الإلكتروني تمثل نقلة نوعية في كيفية تقديم التعليم بطرق عصرية بسيطة تناسب جميع الطلبة من درجات الاستيعاب ، وهو مايفتح فرص عظيمة أمام الطلاب للوصول إلى الدراسة المناسبة لهم من خلال مؤسسات عالمية متخصصة ،وبالرغم من التحديات التي تواجهها تلك التقنية التعليمية ، إلا أن المميزات الكبيرة التي تقدمها تجتاز السلبيات ، وينصح خبراء ومطوري شركة الترافيجين بخوض تلك التجربة العصرية لمواكبة التطور مع ابنائنا الطلاب لتحقيق الاستفادة الكاملة والمناسبة لكل طالب على حدى مع التأكيد بأن فى المستقبل سيلعب التعليم الإلكتروني دورًا عظيماً في تطوير المتعلمين على مستوى العالم.