يعتبر التعلم التفاعلي هو وسيلة ضمن الوسائل العلمية الحديثة التى تعمل على التطوير والارتقاء بالعملية التعليمية بالمدارس أو الجامعات عبر استخدام التكنولوجيا والأساليب العلمية المتطورة لتحسين مستوى الطلاب وتغيير نمط التعليم التقليدى الذى يعتمد فقط على الحفظ والتلقين دون التركيز على طرق استيعاب الطالب بالمعلومة داخل ذهنه ، حيث يعتمد التعلم التفاعلى على إشراك وتفاعل الطلبة مع بعضهم ومع المعلم عبر انشطة تفاعلية وعمل جماعى يعزز من الجانب الاجتماعى ويحفزهم على تبادل الأفكار والإبداع واستخدام النقد فى الحوار لـ تقوية شخصيتهم ، ويتم استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل الشاشات التفاعلية والفصول الافتراضية والذكاء الاصطناعى والألعاب التعليمية لتحسين تلك التجربة والارتقاء بها ، فما هي أهمية التعلم التفاعلى ، وما استراتيجيات الاستخدام الخاصة به ، ومدى فاعليتها ، والتحديات الخاصة بها ، هذا ما سوف نناقشه خلال السطور القادمة .
ماهو التعلم التفاعلى
التعلم التفاعلي ببساطة هو عبارة عن تطوير وتعديل لطرق التعليم القديمة والتقليدية بالفصول الدراسية ، وذلك من خلال خلق استراتيجيات جديدة فى الشرح تساعد المتعلمين على الحركة والنشاط والبحث عن المعلومة بنفسهم بطرق تساعدهم على المشاركة والتفاعل ليكونون ضمن العناصر الفعالة بالعملية التعليمية وليس مجرد متلقيين للمعلومة ، ويتم ذلك عبر أنشطة للتطبيق العملي وعمل التجارب العلمية والبحث الذاتي والتعاون ضمن فرق لحل المشكلات ، ومن ضمن تلك الوسائل التعلم التعاونى ، و التعلم القائم على الاستفسار ، والقائم على المشروعات واستخدام الألعاب التعليمية وأسلوب المحاكاة عبر الشاشات التفاعلية بالفصول فى التنفيذ والعرض .
ما أهمية استخدام التعلم التفاعلى بالعملية التعليمية
يساهم التعلم التفاعلي في تطوير وتحسين وظائف المنظومة التعليمية وتطوير الطرق التقليدية القديمة إلى طرق حديثة تعتمد على تحفيز الطلاب فى التفاعل والمشاركة مع المعلم للوصول الى المعلومات والنتائج الدقيقة وذلك عبر عدد من الطرق ، ومنها :
-
تحسين أساليب تلقي المعلومات للطالب
التعلم التفاعلى من مميزاته الواضحة هى تحسين الفهم للطالب بشكل جوهرى وليس مجرد تلقين وتحفيظ للمعلومات ، وذلك عن طريق إستخدام فيديوهات توضيحية للدروس وقيام التلميذ بعدها بتوضيح ما تم استيعابه ، وهي طريقة تساعد على عدم نسيان المعلومات بسهولة وتذكرها لترات عديدة بصور مختلفة داخل ذهنه .
-
تفاعل الطلبة بشكل أكبر
يساعد استخدام التعلم التفاعلي في زيادة تفاعل الطلاب بالفصول الدراسية من خلال أنشطة اجتماعية وألعاب تفاعلية تحفزهم على الاندماج بشكل أكبر ، وأن يكونوا جزءا من الدرس وليس مجرد متلقين فقط .
-
تطوير العمل الجماعي بين التلاميذ
تساعد أيضا على تطوير مهارات العمل من خلال التعامل على الواقع بين الطلاب والعمل على حل المشاكل وتبادل الأفكار والمعلومات والتعاون على إيجاد حلول مناسبة داخل فريق عمل منظم تساعد على الاستعداد الخروج لسوق العمل ببعض الخبرات الحياتية .
-
تعزيز المنظومة التعليمة بالأجهزة التكنولوجية
تتميز طرق التعليم المتطورة ومنها التعلم التفاعلي باستخدام التقنيات والاجهزة الحديثة فى التعليم ، وذلك لتعدد أساليب الشرح وتلبية احتياجات كل تلميذ من تعليم سمعي ، حركى أو بصرى من خلال الفيديوهات أو تطبيقات على الشاشات التفاعلية أو مشاريع علمية عبر عدة أدوات لـ دمج التكنولوجيا بالتعليم منها الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعى والأدوات الرقمية والواقع المعزز .
-
تكوين أفكار إبداعية ونقدية
يحسن التعلم التفاعلى من المهارات المختلفة للتلاميذ مثل الاستنتاج والتحليل والابتكار ، وذلك عن طريق الأفكار النقدية فى طرح وتقديم الأسئلة وحل المشاكل والبحث عن حلول عملية ، وينتج عنها تكوين شخصيات اجتماعية للطلبة واكتساب خبرات جديدة ناتجة عن تصورات شخصية واستنتاجات تزيد من ثقتهم بنفسهم .
ماهي الطرق والاستراتيجيات المستخدمة في التعلم التفاعلى
هناك بعض الاستراتيجيات المستخدمة فى الفصول الدراسية لتفعيل التعلم التفاعلى والاستفادة من الطرق الحديثة في زيادة استيعاب الطلبة للمعلومات والمشاركات الإيجابية وحل المشاكل ، ومن أهمها :
-
التعلم التعاونى لحل المشكلات أو Problem-Based Learning
من الاستراتيجيات الفعالة فى طرق التعلم التفاعلى هى اللجوء لعمل مجموعات لحل مشكلة حقيقة موجودة بالمجتمع أو عمل سيناريوهات تصورية والعمل على حلها من خلال وضع تصورات وتحليل واقى لإيجاد حلول مبتكرة ، حيث تساهم تلك الاستراتيجية في تحسين الجانب الاجتماعي للطلبة وتنمية مهارات التحليل والبحث والاستنتاج والنقد الموضوعي .
-
التعلم التعاوني أو Collaborative Learning
يسهم العمل التعاوني في تحسين مهارات التفاعل والمشاركة بين الطلاب من خلال تكوين مجموعات أو فرق لتنفيذ مشروع أو نشاط أو عمل فريق لحل المشاكل بالمنظومة التعليمية أو الفصل الدراسى ، وذلك لزيادة اندماج الطلبة وتنشيطهم من خلال شعورهم بالمسؤولية الملقاة عليهم ، ثم يتم عرض الحلول المقترحة عبر الشاشات التفاعلية بالفصول اما الجميع وبحث الحلول المقترحة مع باقي الفرق الأخرى .
-
الألعاب التعليمية والمحاكاة أو Gamification & Simulation
يتم الاستعانة بطرق المحاكاة الواقعية فى وضع التلميذ بموقف خاص وتجربة موجود بالمجتمع والحث على التعامل معها بطرق مبتكرة بحلول جديدة خارج الصندوق مثل محاكاة تجربة جراحية أو تشغيل جهاز طبى أو العمل فى مختبر أو إدارة مشروع من خلال تجارب الواقع الافتراضي ، ايضاً يتم استخدام استراتيجية الألعاب التعليمية لزيادة تحفيز التلاميذ على التنافس والتحدي والتفاعل والمكافأة .
-
التعلم القائم على المشروعات أو Project-Based Learning
ضمن الاستراتيجيات الحيوية والفعالة ايضا هي استخدام طرق التعلم القائم على المشروعات من خلال تكليف الطلاب بعمل مشروع تعليمي مميز فى خلال مدة زمنية يتم تحديدها المعلم ، وهو أمر يحتاج إلى التخطيط والبحث مختلف المصادر من خلال تعاون جميع أفراد الفريق ، وذلك لتنمية مهاراتهم الفردية والاجتماعية والنقدية بالاضافة الى مهارات البحث وحل المشاكل .
-
استخدام الأدوات التكنولوجيا في التعلم التفاعلي
أصبح فى العصر الحديث لابد من استخدام تقنيات تكنولوجية حديثة فى الجانب التعليمي ومنها التعلم التفاعلى لزيادة التركيز وتحقيق الاستفادة القصوى للطالب و والعمل على توصيل المعلومة بشكل سليم بحيث تثبيتها فى الذهن من خلال فيديوهات توضيحية تفصيلة عالية الجودة من خلال عدد من الأدوات مثل الشاشات التفاعلية ، و أساليب الواقع المعزز والواقع الافتراضي ، واستخدام الذكاء الاصطناعى والمنصات الرقمية ومنصات البحث والموسوعات ، والسبورة الذكية وإنشاء فصول افتراضية عبر تطبيقات التواصل عن بعد وعمل اختبارات وتقييمات من خلالها .
مزايا التعلم التفاعلي في الفصول الدراسية
يتميز التعلم التفاعلي بـ تعدد مزاياه وفوائده بالفصول الدراسية للمعلم والمتعلم سوياً من خلال تطبيق الطرق التعليمية الحديثة التي تحث على المشاركة والبحث والمزيد من التفاعل ، ومنها :
- العمل على تجديد وتحسين دوافع الطلبة بشكل مستمر عن طريق عمل أنشطة تفاعلية مميزة .
- تحسين المهارات الفردية الخاصة بالتواصل والمشاركة من خلال عمل فرق لحل المشاكل وإيجاد حلول جديدة مبتكرة .
- عمل تجارب تعليمية جديدة تعتمد على النقاش والتفاعل لتناسب جميع الطلاب حسب الاهتمامات .
- تحسين الجانب الاجتماعي للتلاميذ من خلال النقد والنقاش المستمر .
- توفير طرق جديدة لتوصيل المعلومة للطالب عبر التجارب العلمية ووسائل الواقع الافتراضى .
- توطيد علاقة الطالب بالمعلم من خلال النقاشات الموضوعية والتفاعل بشكل متجدد .
- تقييم الطلاب حسب التفاعل والمهارات العلمية بعد أن كانت عن طريق اختبارات تقليدية فقط .
الصعوبات الخاصة بتطبيق التعلم التفاعلى بالفصول الدراسية
هناك بعض التحديات التي تواجه الإدارات التعليمية فى تطبيق طرف التفاعل التعليمي داخل المؤسسات التعليمية المختلفة من مدارس أو جامعات أو مراكز كورسات نظرا لبعض الصعوبات ، ومنها :
- بعض التلاميذ قد يحتاجون بعض الوقت للتعود على الطرق التفاعلية بعد أن كانت تقليدية فقط تعتمد على الحفظ والتلقين .
- تحتاج طرق التعلم التفاعلى إلى وقت أكبر قياسا بالطرق القديمة نظرا المناقشات والآراء المختلفة حتى الوصول لحلول ترضي جميع الأطراف ، وهى تعد عقبة لإنجاز المنهج الدراسي في الأوقات المحددة .
- يحتاج الى التجهيز بأجهزة تكنولوجية بالفصول تحتاج الى توفير مساحات خاصة وتخطيط دقيق .
- يحتاج الى تدريب المعلمين بشكل احترافى عن طريق فنيين متخصصين للاستفادة القصوى من الإمكانيات التكنولوجية .
ملامح التعلم التفاعلي في العصر الحديث
بدون شك أن العصر التكنولوجي الحديث أصبح من الحتمي استخدام الأجهزة الحديثة بالمؤسسات التعليمية لتطبيق الطرق الدراسية التى تساعد على تفعيل التعلم التفاعلى بالفصول مثل الشاشات التفاعلية لعرض الخطط والاستراتيجيات المقترحة وطرح الحلول ، بالاضافة الى استخدام الذكاء الاصطناعي أو AI لطرح مناقشات مثمرة وحلول جديدة ، ومن الممكن تطبيق وسائل الواقع الافتراضى أو VR لمزيد من التشويق والاثارة والمزيد من التفاعل وجذب الطلاب وإنشاء بيئة تعليمية مميزة .
فى النهاية
فى النهاية ومن خلال تقارير وتجارب فعلية لنا فى الترافيجين عن طريق مهندسين متخصصين نفيد أن تجربة التعلم التفاعلي بالفصول الدراسية بالمدارس أو الجامعات هى من انجح الطرق التعليمية المستحدثة التي يمكن تفعيلها للاستفادة الكاملة للطلاب بمختلف معدلات الذكاء الخاصة بهم عن طريق إشراكهم وتفاعلهم وعمل فرق البحث وحل المشكلات مما يعنى مزيد من الابداع والنقد الفعال ، وذلك بإستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الفصول من شاشة تفاعلية لعرض النتائج ، وتوفير انترنت واستخدام الذكاء الاصطناعى و محركات البحث ، وذلك لمواكبة متطلبات العصر والجيل الجديد فى الرغبة بالتغيير وتجهيزه لتحديات المستقبل وبيئة العمل بشكل مميز .